العودة   منتدى تناهيد قلب > ..::ღ♥ღ تناهيد قلب الإسلامي ღ♥ღ ::.. > إسلامي سر حياتي ✿
التسجيل التعليمـــات روابط مفيدة المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث
 
   


خطبة فتنة المسيح الدجال وسبل الوقاية منها

إسلامي سر حياتي ✿


 
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
  #1  
قديم 03-25-2024, 09:04 PM
حكآيتي آنتْ♚ حكآيتي آنتْ♚ غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Mar 2024
المشاركات: 530
افتراضي خطبة فتنة المسيح الدجال وسبل الوقاية منها

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرَضين، أرسل رسله حجةً على العالمين ليحيا من حيَّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستنَّ بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأخراكم بتقوى الله تبارك وتعالى ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
إن مما استقر في العقول أن سماع الناصحين وتوجيههم سبب للنجاح والتوفيق واختصار الزمن، والاستفادة ممن تقدم يؤرث القارئ الممتثل نضجًا ومعرفةً وحسن تحليل للأحداث واستشراق للمستقبل، والنصح للناس وإرادة الخير لهم سبيل المرسلين، فكم من رسول قال لقومه المعرضين: ﴿ وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 79].
واليوم نتكلم عن أعظم فتنة في تاريخ البشرية تنقلب فيها الموازين، وتطيش أمامها العقول؛ لما يجري فيها من خوارق عظيمة تبهر العقول، وتُحيِّر الألباب، فصاحب هذه الفتنة سريع الانتقال في الأرض؛ كالغيث استدبرته الريح، فيجول أقطار الأرض، لا يترك بلدًا إلا دخله، إلا مكة والمدينة، ومعه جنة ونار، وواقع الأمر ليس كما يبدو للناس؛ فجنته نار وناره جنة، ومن فتنته استجابة الحيوان والجماد لأمره، وأنه يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت، ويدعو البهائم فتتبعه، ويأمر الخرائب أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب، ومن فتنته أنه يقول للأعرابي: إن بعثت لك أباك وأمَّك أتشهد أني ربُّك، فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني، اتبعه؛ فإنه ربك. ومن فتنته أنه يقتل الرجل ثم يحييه، فتنة عظيمة وأحداث رهيبة.
من عظمة فتنة المسيح الدجال أن تتابع الأنبياء على التحذير منها، فكيف لا يسمع لنصح الرسل؟! إياك ثم إياك أن تكون ممَّن قال الله فيهم على لسان رسله: ﴿ وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 79].
فلقد روى ابن ماجه في سننه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه وصححه الألباني من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة المسيح الدجال، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيًّا إلا وقد حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج الدجال وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج الدجال من بعدي، فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم)).
عباد الله، هل سمعتم بحديث يفرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون هو الراوي لا صاحب الرواية؟! هل سمعتم بخبر تميم الداري حين روى عنه رسول الله هذا الحديث؟
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: "سمعت نداء منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ((ليلزم كلُّ إنسان مصلاه))، ثم قال: ((أتدرون لِمَ جمعتكم))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم؛ لأن تميمًا الداري كان رجلًا نصرانيًّا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي حدثتكم عن الدجال، وحدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلًا من لَخْم وجُذام، فلعب بهم الموج شهرًا في البحر ثُمَّ أَرْفَئُوا- أي: التجؤوا- إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أَقْرُب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أَهْلَبُ- أي: غليظ الشعر- كثير الشعر، لا يدرون ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك من أنتِ؟ فقالت: أنا الجسَّاسة، قالوا: وما الجسَّاسة؟ قالت: أيها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدَّير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال لما سمت لنا رجلًا فَرِقْنا- أي: خفنا- منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدَّيْرَ، فإذا فيه أعظمُ إنسان رأيناه قطُّ خلقًا وأشدُّه وثاقًا مجموعةٌ يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك من أنت؟! قال قد قَدَرْتُم على خبري، فأخبروني من أنتم؟! قالوا: نحن من أناس من العرب، ثم ذكروا خبرهم، ثم قال: أخبروني عن نخل بيسان، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما أنه يوشك ألَّا تُثمِر، قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زُغَرَ (وهي بلدة تقع في الجانب القبلي من الشام) قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل أهلها يزرعون من مائها؟ قلنا له: هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل في يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم: كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين غير مكة وطيبة، فهما محرمتان عليَّ كلتاهما. كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدًا منهما استقبلني ملك بيده السيف صَلْتًا يصدُّني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت- أي فاطمة-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخْصرته في المنبر: هذه طيبة هذه طيبة- يعني المدينة- ألا هل كنتم حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم، فإنه أعجبني حديث تميم وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق)) والمراد كما قال القاضي؛ أي: هو في المشرق"؛ رواه مسلم في صحيحه.
هذا شيء من خبر هذه الفتنة، وأما أوصافه أنه رجل قصير أفحج جعد، أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى كأن عينه طافئة، (أعور) وفي الحديث "فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافئة، مكتوب بين عينيه (ك ف ر) بالحروف المقطعة، أو كافر بدون تقطيع، يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب، وقد ذكرنا شيئًا من فتنته، ويقتل الدجالَ المسيح عيسى عليه السلام، يا لها من فتنة عظيمة وخبر عظيم.
فاللهم ثبتنا بقولك الثابت، واعصمنا من الفتنة ظاهرها وباطنها، فلا مثبت إلا من ثبته، ولا عاصم إلا من عصمته، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].
عباد الله، إن مما يقي من فتنة المسيح الدجال:
1- التمسك بهذا الدين، والإنابة إلى الله رب العالمين، وصدق اللجوء إلى الله، فقد ورد فيما سبق أن كلمة كافر التي بين عيني الدجال لا يقرؤها إلا مسلم، فاستمسكوا بشرع الله، وأحسنوا الظن به يثبتكم.
2- التعرف على أسماء الله وصفاته، فالدجال بشر لا يشبه صفات الرب وإن ادَّعى الألوهوية وفتن الناس، فربُّكم ليس بأعور، والله لا يرى في الدنيا فتنبَّهوا.
3- الفرار منها، وهذا شأن كل فتنة، قال عليه السلام: "من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه يحسب أنه مؤمن، فيتبعه لما يبعث به من الشبهات". وهذا ينبغي في سائر شؤون الحياة ما ليس لك فيه منفعة ابتعد عنه ولا تتشوف الأحداث الغريبة.
4- حفظ عشر آيات من سورة الكهف، فعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال"، وفي رواية "من آخر سورة الكهف"؛ أخرجه مسلم.
5- الاستعاذة بالله من فتنته لا سيَّما في الصلاة بعد التشهد، فقد كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال".
6- تذكر هذه الفتنة والتحذير منها وعدم نسيانها والغفلة عنها؛ فقد جاء في الأثر أن علامة خروج الدجال نسيان ذكره على المنابر، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأمة ذكره على المنابر"؛ رواه البيهقي.
فجالسوا أولادكم وحذروهم الفتن التي حذركم إياها رسولكم صلى الله عليه وسلم، اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، واعصمنا من فتنته.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


Loading...

   
 
 
   

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir