العودة   منتدى تناهيد قلب > ..::ღ♥ღ تناهيد قلب الإسلامي ღ♥ღ ::.. > سيــــرة النبـــي الكريــم وصحابتــه ✿
التسجيل التعليمـــات روابط مفيدة المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث
 
   


المعجزات العلمية في السنة النبوية

سيــــرة النبـــي الكريــم وصحابتــه ✿


إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
  #1  
قديم 05-09-2024, 05:39 PM
حكآيتي آنتْ♚ حكآيتي آنتْ♚ غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Mar 2024
المشاركات: 546
افتراضي المعجزات العلمية في السنة النبوية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن السُّنَّة النبوية مملوءة بالكثير من المعجزات العلمية التي تُثْبِتُ صِدقَ نبوءة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسوف نذكر بعضًا من هذه المعجزات التي أثبتتها بحوث العلماء في العصر الحديث.
(1) الذكورة والأنوثة في نوع المولود:
روى مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعَلَا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأة، أذْكَرَا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل، آنَثَا بإذن الله))؛ [مسلم، حديث: 315].
قوله: (فَعَلا مَنِيُّ): الغَلَبَةُ والعُلُوُّ هنا تعود إلى الكثرة والقوة من أحد الماءين؛ ماء الرجل أو ماء المرأة؛ [شرح مسلم، للقاضي عياض، ج: 2، ص: 150].
هذا الحديث الشريف يثبت أن للمرأة ماءً، كما أن للرجل ماءً، وأن كليهما يشتركان في تكوين الجنين، فمَنِيُّ الرجل ومَنِيُّ المرأة يشتركان في تخليق الجنين، وفي صفاته، ومنها الإذكار والتأنيث، وهذا ما كشفه الطب الحديث، وصوَّرتْهُ آلات التصوير الدقيقة، من أن الماء الذي يحمل البويضة لونه أصفر، كما ثبت علميًّا أن الحيون المنويَّ للرجل وبويضة المرأة هما الناقلان للصفات الوراثية عن طريق المورثات الموجودة في الصبغيات؛ [الموسوعة الميسرة للإعجاز العلمي، شحاتة محمد صقر، ج: 9، ص: 207].
عكف الدكتور سعد حافظ مسلم (مصري) على دراسة العلاقة بين ماء الرجل وماء المرأة عشر سنوات، مستخدمًا الميكروسكوب الإلكتروني والكمبيوتر، وتوصَّل إلى أن ماء الرجل قلويٌّ، وماء المرأة حمضي، فإذا التقى الماءان، وغلب ماءُ المرأة ماءَ الرجل، وكان الوسط حامضيًّا تضعُف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الأنوثة في تلقيح البويضة، فيكون المولود أنثى، والعكس صحيح؛ [الإعجاز العلمي في القرآن، محمد كامل عبدالصمد، ص: 18].
(2) الأرض أصل الجسد البشري:
روى أحمدُ عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الله عز وجل خَلَقَ آدمَ من قبضةٍ قَبَضَها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدرِ الأرض؛ جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب، والسَّهل والحَزَن، وبين ذلك))؛ [مسند أحمد، ج: 32، ص: 353، حديث: 19582].
أثبت العلم الحديث أن جسم الإنسان مكوَّنٌ من عناصر الأرض، وقد وُجِدَ بالتحليل أن جسم الإنسان يتكون من نفس مركبات الأرض؛ وهي: (ماء - سكر - بروتينات - دسم - خمائر - فيتامينات - هرمونات - كلور - كبريت - فسفور - مغنسيوم - كلس (جير) - بوتاسيوم - صوديوم - حديد - نحاس – يود - ومعادن أخرى)، وهذه المعادن يتركب بعضها مع بعض لتكوِّن العظام والعضلات، وعدسة العين، وشعرة الرأس، والضرس، والدم، والغدد اللعابية، وأشياء أخرى في جسم الإنسان؛ [الموسوعة الميسرة للإعجاز العلمي، شحاته محمد صقر، ج: 9، ص: 208].
(3) التحريم بالرضاعة:
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَحْرُم من الرضاع ما يحرُم من النَّسَبِ))؛ [البخاري، حديث: 2645].
هذا الحديث الكريم يبيِّن أن الطفل الذي يرضع من امرأة غير أمِّهِ يصبح مُحرَّمًا عليها، كذلك على بناتها اللواتي رضعن معه؛ أي كأنه ابنها، وبناتها كأنهن أخواته، عندما قام العلماء بتحليل حليب الأم لاحظوا وجود موادَّ لا توجد في الحليب العادي، وتختلف من امرأة لأخرى، عندما يتجرع الطفل هذه المواد يتكون لديه أجسام مناعية بعد عدة رضعات فقط، وهذا يعني أن الطفل الذي رضع من امرأة عدة رضعات، فإنه يكتسب بعض الصفات الوراثية المناعية من هذه الأم لتصبح بمثابة أم له، هذه الصفات الوراثية التي اكتسبها الرضيع من المرأة تشبه تلك التي اكتسبها أولادها الحقيقيون منها ليصبحوا وكأنهم إخوة له؛ لذلك يحرُم زواج الإخوة في الرضاعة؛ لأنهم يملكون نفس الصفات الوراثية، وهذا قد يؤدي إلى أمراض وراثية خطيرة؛ لذلك نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد حرَّم زواج الإخوة في الرضاعة قبل أربعة عشر قرنًا، واليوم جاء العلم الحديث ليؤكِّد صِدْقَ كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وصدق تحريمه، وتؤكد الهندسة الوراثية أن الرضاعة تنقل بعض الجينات من المرضعة إلى الرضيع، وهذه القرابة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في السُّنَّة كقرابة النسب، وجعلها القرآن أيضًا كذلك، هذه القرابة سببها العلمي انتقال الجينات من حليب الأم المرضعة إلى الرضيع، هذه الجينات تخترق خلايا الرضيع، وتندمج معها في سلسلة الجينات التي عند الرضيع، وتصل إلى مورثاته، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية التي أُجريت حديثًا وجود أجسام في لبن الأم المرضعة، الذي يترتَّب على تعاطيه تكوين أجسام مناعية في جسم الرضيع بعد جرعات تتراوح من ثلاث إلى خمس جرعات، وهذه هي الجرعات المطلوبة لتكوين الأجسام المناعية في جسم الإنسان، حتى في حيوانات التجارب المولودة حديثًا التي لم يكتمل نمو الجهاز المناعي عندها، فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعة من اللبن الذي ترضعه، ومن ثَمَّ تكون مشابهة لأخيها أو لأختها من الرضاع في هذه الصفات الوراثية، ولقد وُجِدَ أن تكوُّنَ هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرضية عند الإخوة في حالة الزواج؛ [الموسوعة الميسرة للإعجاز العلمي، شحاتة محمد صقر، ج: 9، ص: 184].
(4) تحنيك المولود بالتمر:
روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: ((وُلِدَ لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فسمَّاه إبراهيم، فحنَّكه بتمرة، ودعا له بالبركة ودفعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى))؛ [البخاري، حديث: 5467].
تعريف التحنيك:
قال الإمام ابن حجر العسقلاني (رحمه الله): "التحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي، ودَلْكُ حَنَكِه به"؛ [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، ج: 9، ص: 501].
كشف العلم الحديث عن فوائد تحنيك المولود، وأثبت أن له دورًا وقائيًّا وعلاجيًّا للمولود، إن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فمه، ثم يُحنِّكه بما ذاب من هذه التمرة برِيقِهِ الشريفِ فيه حكمة بالغة، فالتمر يحتوي على السكر (الجلوكوز) بكميات وافرة، خاصةً بعد إذابته بالرِّيق الذي يحتوي على إنزيمات خاصة، تُحَوِّل السكر الثنائي (سكروز) إلى سكر أحادي، كما أن الريق يُيَسِّر إذابة هذه السكريات، ومن ثَمَّ يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها، ولأن معظم أو كلَّ المواليد يحتاجون للسكر (الجلوكوز) بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء الطفل التمرَ المذاب يَقِي الطفل من مضاعفات نقص السكر الخطيرة، إن استحبابَ تحنيك الطفل بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة، وهو إعجاز طبيٌّ لم تكن البشرية تعرفه وتعرف مخاطر نقص السكر، المولود يحتاج بعد ولادته مباشرة إلى أن يُعطى محلولًا سكريًّا، وقد دأبت المستشفيات على إعطاء الأطفال المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه، إن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة يوضح إعجازًا طبيًّا لم يكن معروفًا في زمنه صلى الله عليه وسلم، ولا في الأزمنة التي تَلَتْهُ حتى اتَّضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين؛ [الموسوعة الميسرة في الإعجاز العلمي، شحاتة محمد صقر، ج: 9، ص: 172].
(5) علاج الحمَّى:
تعريف الحمى: هي ارتفاع حرارة جسم الإنسان.
روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الحُمَّى من فَيحِ جهنم، فأبْرِدُوها بالماء))؛ [البخاري، حديث: 3263، مسلم، حديث: 2210].
قوله: (فأبردوها بالماء)؛ يعني: صُبُّوا على المريض ماءً يبرده، وهذا من أسباب الشفاء لمن أُصيب بالحمَّى، وقد شهِد الطب الحديث بذلك، فكان من جملة علاجات الحمى أن الأطباء يأمرون المريض أن يتحمَّم بالماء، وكلما كان أبردَ على وجهٍ لا مضرَّةَ فيه، فهو أحسن، وبذلك تزول الحُمَّى بإذن الله؛ [شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، ج: 6، ص: 678].
(6) معجزة ماء زمزم:
روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير ماء على وجه الأرض ماءُ زمزم، فيه طعام من الطُّعم، وشفاء من السُّقم))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع، للألباني، حديث: 3322].
(فيه طعام من الطعم)؛ أي: طعام إشباع.
(وشفاء من السقم)؛ أي: شفاء من الأمراض إذا شُرِب بنية صالحة.
قال الشيخ محمد راتب النابلسي: "قال بعض العلماء: ماء زمزم سيد المياه، وأشرفها، وأجَلُّها قدرًا، وأحبُّها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنْفَسُها عند الناس.
أُجريت في عام (1973)، وفي عام (1980) تحاليل كيميائية من قِبَلِ شركات عالمية عملاقة ومتخصصة، فكانت النتائج عجيبةً؛ حيث إن مياه زمزم خالية تمامًا من أي نوع من أنواع الجراثيم المسبِّبة للتلوث، وتُعَدُّ المياه معدنيةً - ويحرص الناس على شرائها - إذا كانت نسبة أملاح المعادن فيها من (150) إلى (350) ملغ في اللتر، أما مياه زمزم فتبلغ نسب المعادن فيها (2000) ملغ في اللتر، ومن أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم، والصوديوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم وغيرها، ويُعَدُّ ماءُ زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكالسيوم؛ إذ تبلغ نسبته فيه مائتي ملغ في اللتر؛ [موسوعة الإعجاز العلمي، محمد راتب النابلسي، ج: 2، ص: 109:107].
خصائص ماء زمزم:
(1) بئر زمزم لم يَنْضَبْ (يجفَّ) أبدًا منذ أن ظهر للوجود، بل على العكس؛ فهو يَمُدُّنا بالمزيد من الماء، ومن يذهب لبيت الله الحرام يُدهش من كثرته وكفايته لجميع الحُجَّاج.
(2) ماء زمزم ما يزال يحتفظ بنفس نسب مكوناته من الأملاح والمعادن، منذ أَنْ ظَهَرَ للوجود حتى يومنا هذا.
(3) يتميز ماء زمزم بوفرته، رغم كثرة زوَّار بيت الله الحرام، إضافة لصلاحيته للشرب لجميع الحجاج من جميع أنحاء العالم، فلم يحدث أن اشتكى مخلوق من أثر مياهه على صحته أو ما شابه ذلك.
(4) في الآبار العادية يزداد النمو البيولوجي والنباتي في داخل البئر؛ ما يجعل المياه غير صالحة للشرب، نظرًا لنمو الطحالب، مما يسبب مشكلات في الطعم والرائحة، ولكن في بئر زمزم، لم يكن هناك أي دليل على النمو البيولوجي.
(5) تُظهِر نتائج تحاليل ماء زمزم أن ماء زمزم نقِيٌّ، ويحتوي على تركيزات عالية من الصوديوم والكالسيوم والماغنسيوم، والمعادن الأخرى.
(6) ماء زمزم قلوي غنيٌّ بالمعادن المفيدة للجسم، ويزيل الفضلات الحمضية من الجسم، كما أنه مضادٌّ قوي للأكسدة، ومُزيل قويٌّ للسموم.
(7) ماء زمزم يساعد على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة أفضل إلى داخل الجسم.
(8) ماء زمزم يساعد على تنظيم الهضم وتحسينه بصفة عامة، بإعادة التوازن للجسم، ويُقلِّل من تأكْسُدِ الأعضاء الحيوية؛ [الموسوعة الميسرة في الإعجاز العلمي، شحاته محمد صقر، ج: 8، ص: 26:23].
(7) السواك:
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشُقَّ على أُمَّتِي، لَأمرْتُهم بالسواك مع كل صلاة))؛ [البخاري، حديث: 887، مسلم، حديث: 252].
روى النسائي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السواك مَطْهَرَةٌ للفم، مرضاة للربِّ))؛ [حديث صحيح، صحيح النسائي، للألباني، ج: 1، حديث 14].
تعريف السواك:
السواك: مشتق من كلمة ساك الشيء: أي دلكه؛ [لسان العرب، لابن منظور، ج: 3، ص: 2156]، ويُطلق السواك على عُودِ شجر الأراك الذي يتسوَّك به الناس.
فوائد السواك:
* قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "في السواك عدة منافع:
يطيب الفم، ويشُدُّ اللِّثة، ويَقْطَع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحَفَرِ، ويُصِحُّ المعدة، ويُصفِّي الصوت، ويُعين على هضم الطعام، ويُسهِّل مجاري الكلام، ويُنشط للقراءة، والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويُرضي الرب، ويُعجِب الملائكة، ويُكثِر الحسنات"؛ [زاد المعاد، لابن القيم، ج: 4، ص: 296].
أقوال الأطباء في السواك:
سوف نذكر بعضًا من أقوال علماء الطب في فوائد السواك:
(1) السواك يحتوي على مواد عطرية تعطِّر الفم، وتساعد على هضم الطعام.
(2) السواك يحتوي على مادة مضادة للجراثيم.
(3) السواك يحتوي على مادة تمنع تسوُّسَ الأسنان.
(4) السواك يحتوي على كميات من بلورات السيليس الصلبة، التي تعتبر مادة فعَّالة لإزالة لون الصُّفْرة التي تغطي الأسنان.
(5) السواك يحتوي على مادة بيكربونات الصوديوم المفيدة لعلاج آلام الأسنان.
(6) السواك يحتوي على مادة الفينول المفيدة للأسنان.
(7) مادة السواك لها تأثير مفيد وفعَّال مثل تأثير البنسلين تمامًا؛ [السواك، إبراهيم محمد، ص: 34:23].
(8) عَجْبُ الذَّنَبِ لا يَفْنى:
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من الإنسان شيءٌ إلا يبلى، إلا عَظْمًا واحدًا؛ وهو عَجْبُ الذنب، ومنه يُركَّب الخَلْقُ يوم القيامة))؛ [البخاري، حديث: 4935، مسلم، حديث: 2955].
* قال الإمام زين الدين العراقي رحمه الله: "عَجْبُ الذَّنَب لا يبلى، ولا تأكله الأرض، بل يبقى على حاله، وإن بَلِيَ جميع جسد الميت، وبهذا قال جمهور العلماء من السلف والخلف"؛ [طرح التثريب، للعراقي، ج: 3، ص: 308].
* قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: "الإنسان إذا دُفِنَ، فإن الأرض تأكله لا يبقى إلا عَجْبُ الذَّنَبِ، وعَجْبُ الذَّنب هذا يكون كالنواة لخلق الناس يوم القيامة، تنبُت منه الأجساد، إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن الأرض لا تأكلهم"؛ [شرح رياض الصالحين، ج: 6، ص: 91].
تعريف عَجْبِ الذَّنَبِ:
عَجْبُ الذَّنَب: عظمة صغيرة لا تزيد عن حبة العدس، توجد في نهاية سلسلة العمود الفقري في ظهر الإنسان، وتسمى رأس العُصْعُصِ.
قال الشيخ شحاته محمد صقر: "أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب استحالة إفناء عجب الذنب كيميائيًّا بالإذابة في أقوى الأحماض، أو فيزيائيًّا بالحرق، أو بالسحق، أو بالتعريض للأشعة المختلفة، ومن خلال اكتشافات العلم الحديث رأينا أن الإنسان يبدأ خلقه وتركيبه في اليوم الخامس عشر من عَجْبِ الذَّنَبِ، ويعمل عَجْبُ الذنب على تكوين أجزاء جسم الإنسان، ثم يرجع فيستقر في نهاية العمود الفقري في العصعص، وأظهرت التجارب أن عجب الذنب يبقى محافظًا على خواصه، حتى لو تعرَّض للحرق أو الطحن أو الغلْيِ، وتمكَّن العلماء من ملاحظة قدرة عجب الذنب على إعادة عملية التخليق، إذا تعرَّض لبعض المؤثرات، مُشَكِّلًا ما يشبه الجنين.
وكل هذه الحقائق احتوَتْها الأحاديثُ النبوية الشريفة، ولم تتوصل العلوم التجريبية إلى معرفتها إلا بعد مئات السنين، وبعد أن تمكَّنوا من حيازة التقنيات الحديثة، وعلى مراحل مختلفة من تطور هذه التقنيات، حتى تمكنوا من الحصول على هذه الحقائق العلمية التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم"؛ [الموسوعة الميسرة، شحاته محمد صقر، ج: 8، ص: 35].
(9) الخَلُّ:
روى مسلم عن جابر بن عبدالله، ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأُدُمَ، فقالوا: ما عندنا إلا خَلٌّ، فدعا به، فجعل يأكل به، ويقول: نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ، نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ))؛ [مسلم، حديث: 2052].
(نِعْمَ): كلمة مدح.
(الأُدُم): جمع إدام، والإدام هو ما يؤتدم به الخبز؛ أي: يطيب أكله به ويتلذذ الأكل بسببه، مائعًا كان أو جامدًا.
والخل معروف، وهو حامض الخليك، وهو عبارة عن سائل قابل للمزج بالماء بأي نسبة.
وقد وُصِفَ الخل في الطب الحديث بأنه مرطب ومنعش، ومدرٌّ للبول والعرق، ومُنبِّه للمعدة، ومُحلِّل لألياف اللحم والخضروات الخشنة، كما أنه يُعطَى كدواء للتسمُّم بالقلويات، ويُطبَّق ظاهرًا كعلاج للثعلبة والقرعة، ويُغسَل به القروح والجروح الجلدية، ويُدلَّك به جلد الصدر والبطن بعد تمديده كمنشط عام، ويُمسح به جبين المريض الْمُصاب بالحمَّى؛ تخفيفًا للصداع.
وقد يُستنشق عن طريق الأنف لإنعاش المريض المصاب الإغماء، ويُغَرْغر به الفم والبُلْعُوم لشدِّ اللِّثة، وقَطْعِ نزيفها وتطهير الفم، ويُعَدُّ خَلُّ التفاح من أحسن أنواع الخل، وثبت أن الخل له فعالية مضادة للجراثيم، وقد أشار بعض الباحثين إلى أن تعاطي الخل مع الغذاء يعتبر أحد المعالجات لتفادي التسمم الغذائي، ولُوحِظ أن الخل يُخفِض سكر الدم عند إعطائه عن طريق الفم، وللخل قدرة على زيادة عمليات تحول الغذاء إلى طاقة داخل الجسم.
فوائد أخرى للخل:
(1) للأوجاع العضلية والمفصلية: تُوضَع كمَّادات من الخل على مناطق الألم.
(2) يخفف آلام لسعة النحل بوضع كمادات من الخل الممزوج بالملح.
(3) مطهِّر للفم: تُخلَط ثلاث ملاعق خلٍّ في كوب ماء، ويُمضمض بها ثلاث مرات يوميًّا.
(4) يُستعمل كمضاد للتسمم بالمواد القلوية (المنظفات).
(5) يُخفِّف السخونة بوضع كمادات منه على الرأس.
(6) يُنظِّف اللسان المكسوَّ بالطبقات السوداء؛ نتيجة تعاطي المضادات الحيوية وغيرها.
(7) يساعد في وقف الإسهال: يتم تناول ثلاثة فناجين صغيرة من الخل يوميًّا، ويعود ذلك لخصائص الخل القابضة نوعًا ما، وإلى تأثيره المطهِّر للأمعاء؛ [الموسوعة الميسرة للإعجاز العلمي، شحاتة محمد صقر، ج: 9، ص: 153].
(10) نتف الإبط وحلق العانة:
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الفِطْرَةُ خمس، أو خمس من الفطرة: الخِتان، والاسْتِحْدَاد، ونَتْفُ الإبِطِ، وتقليم الأظفار، وقص الشارب))؛ [البخاري، حديث: 5889، مسلم، حديث: 257].
أثبت الطب الحديث ضرورةً لذلك؛ لمنع نمو البكتريا والروائح بسبب إفرازات الغدد العرقية في الإبطين والعانة، ولمنع تراكم آثار الطعام وإفرازات الأنف في الشوارب؛ [كشاف الإعجاز العلمي، د/ نبيل هارون، ص: 41].
(11) الجُذَام:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فِرَّ من المجذوم، كما تَفِرُّ من الأسد))؛ [البخاري، حديث: 5707].
لقد أثبت علم الطب الحديث أن مرض الجذام من أخطر الأمراض الجلدية التي تنتقل بالعدوى، من خلال ميكروب الجذام الذي أمكن مشاهدته والتعرف عليه أخيرًا منذ أكثر من مائة عام، ومع ذلك لم يستطِعِ العلم الحديث السيطرةَ عليه حتى الآن، ومرض الجذام يصيب أطراف الأعصاب مثل أطراف أعصاب الذراعين، ويجعل المريض يفقد الإحساس، فلا يُحِسُّ بالألم والحرارة والبرودة، بل ويمكن أن تدخل الشوكة في قدمه دون أن يشعر، فضلًا عن إصابة المريض بضُمُور في عضلات اليدين والساقين، وقروح في الجلد خاصة في القدمين واليدين، وتتآكل عظامهما، وتفقد بعض أجزاء منهما كالأصابع، ويمكن أن يصيب القرنية فيؤثر على الإبصار، كما أن مرض الجذام يصيب أيضًا الخصيتين، وهذا يعني أن مريض الجذام يفقد القدرة الجنسية؛ ومن ثَمَّ لا تكون له ذرية من أولاد، والجذام نوعان؛ النوع العقدي: وهو الذي يصيب ذوي المناعة الضعيفة، ويظهر على هيئة عقيدات مختلفة الحجم تصيب الجسم، وخاصة الوجه، فتكسبه شكلًا خاصًّا يشبه وجه الأسد.
كما يسبب هذا النوع سقوط شعر الحاجبين، وقد يصيب الغشاء المخاطي للأنف، ويسبب نزيفًا، ومنه النوع البقعي الخدري: وهو يصيب الجلد على هيئة بقع باهتة مختلفة الأشكال والأحجام، وتتميز هذه البقع بفقدان الحساسية والعرق، ونقص في كمية صبغة خلايا الجلد، وهذا النوع يصيب المرضى ذوي المناعة الجيدة نسبيًّا، ومن عظمة التوجيه النبوي الشريف للذين أنعم الله عليهم بنعمة الصحة وعدم الابتلاء بهذا المرض، هكذا أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم خطورة العدوى من مريض الجذام، فأمر الأصحَّاء بالابتعاد عن المصابين به على الفور، كما يبتعد الشخص عن الأسد المفترس، ولا سيما أن ميكروب الجذام إذا تمكَّن من الشخص الصحيح افترسه، لقد قيل هذا الحديث منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، ويجيء العلم الحديث ليثبت صحته، وينصح بالتوجيه النبوي الشريف؛ [الإعجاز العلمي في القرآن، محمد كامل عبدالصمد، ص: 37].
(12) تحريم جماع الرجل لزوجته في دُبُرها:
روى أبو داود عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ملعونٌ من أتى امرأته في دُبُرها))؛ [حديث حسن، صحيح أبي داود للألباني، حديث: 1894].
روى ابن ماجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 1560].
روى ابن ماجه عن خزيمة بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يستحيي من الحق؛ ثلاث مرات، لا تأتُوا النساء في أدبارهن))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 1561].
الأضرار الطبية لجِماع الرجل لزوجته في دبرها:
(1) إن الله تعالى أودع في الرحم قوة شديدة الجذب للمَنِيِّ، فإذا جامع الرجل زوجته قوِيَ الجَذْبُ، فلم يبقَ شيء من المني في المجاري إلا وينفصل، أما إذا جامع الرجل فلم يحصل في ذلك العضو المعين من المفعول قوة جاذبة للمني، وحينئذٍ لا يكمل الجذب، فيبقى شيء من أجزاء المني في تلك المجاري، ولا ينفصل، ويفسد ويتولد منه الأورام الشديدة، والأسقام العظيمة التي لا يمكن معرفتها إلا بالقوانين الطبية.
(2) أثبت العلم الحديث انتقال عدد كبير من الأمراض الجنسية الخطيرة عن طريق الوطء في الدُّبُر أو اللواط، ومنها ارتخاء عضلات المستقيم وتمزُّقه وهتك أنسجته، وسقوط بعض أجزائه، وفَقْدُ السيطرة على المواد البرازية، وعدم استطاعة القبض عليها، وتجد ذلك واضحًا أيضًا في اللوطيين، فتجدهم دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة، بحيث تخرج منهم بغير إرادة أو شعور؛ [زاد المعاد، لابن القيم، ج: 4، ص: 241، الممارسات الضارة وأثرها، د/ شفيقة الشهاوي رضوان، ص: 41].
(13) فوائد القرع الطبية:
روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((إن خيَّاطًا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعامٍ صَنَعَهُ، فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرَّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزًا ومَرَقًا، فيه دُبَّاء وقَدِيد - لحم مجفَّف - فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبَّع الدباء من حَوَالَيِ – جوانب – القصعة، قال: فلم أزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاء من يومئذٍ))؛ [البخاري، حديث: 2092، مسلم، حديث: 2041].
الدُّبَّاء: يسمى: القرع، واليقطين.
فوائد القرع الطبية:
(1) مُليِّن للمعدة يمنع الإكتام.
(2) ينشط الكبد، يمنع الريقان.
(3) يزيل الصداع والشقيقة خصوصًا النوع النفسي، أكلًا، ووضعه موضعيًّا.
(4) مهدِّئ للأعصاب وأمراض النفس.
(5) مدرٌّ للبول، ويفتت الحصى والرمل، ويزيل التهابات الكُلى، وينشط وظائف الكلى.
(6) يكسِر العطش، ويُزيل الحرارة والحمَّى.
(7) ينفع أمراض الصدر والسعال.
(8) ينشط اللثة، ويكافح أوجاع الأسنان.
(9) ملين للطبيعة، وفي كميات كبيرة يساعد على القيء والاستفراغ.
(10) بذرُهُ طاردٌ للدود، وخاصة الدودة الوحيدة.
(11) يعالج أمراض الجهاز البولي، ومشاكل غدة البروستاتا.
القيمة الغذائية للقرع:
يحتوي كل 100 جرام من القرع بحسب وزارة الزراعة الأمريكية على المعلومات الغذائية التالية:
السعرات الحرارية: 26، الدهون: 0.1، الكربوهيدرات: 6.5، الألياف: 0.5، البروتينات: 1، الكولسترول: 0؛ [النباتات في القرآن، أبو إسلام أحمد علي، ص: 91:89].
(14) التحذير من بدانة الجسم:
روى الترمذي عن مقدام بن معديكرب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة، فثُلُثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِهِ))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 1939].
(1) لقد توصَّل العلم الحديث إلى أن السِّمْنَةَ من الناحية الصحية تعتبر خللًا في التمثيل الغذائي؛ وذلك يرجع إلى تراكم الشحوم، أو اضطراب الغدد الصماء.
(2) أكَّدت البحوث العلمية أن للبدانة عواقِبَ وخيمةً على جسم الإنسان.
(3) أثبتت البحوث العلمية أن مرض البول السُّكَّرِيِّ يصيب الشخص البدين غالبًا أكثر من العادي.
(4) البدانة تؤثر في أجهزة الجسم، سيما القلب؛ حيث تحل الدهون محل بعض خلايا عضلة القلب؛ مما يؤثر بصورة مباشرة على وظيفته.
(5) حذَّرت البحوث العلمية من استخدام العقاقير لإنقاص الوزن؛ لِما تسببه من أضرار، وأشارت إلى أن العلاج الأمثل للبدانة والوقاية منها هو اتباع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى بعدم الإسراف في تناول الطعام.
قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].
وبهذا سبق الإسلامُ العلمَ الحديث منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا إلى أهمية التوازن في تناول الطعام والشراب، وحذَّر من أخطار الإسراف فيهما على صحة الإنسان.
وقاية الجهاز الهضمي:
هذا الحديث يُعَدُّ علامة بارزة في حفظ صحة الجهاز الهضمي، ومن ثَمَّ وقاية الجسم كله من التسمم الذاتي الذي ينشأ عن (السمنة)، وامتلاء المعدة وتحميلها فوق طاقتها من الأغذية الثقيلة، وعن تناول الغذاء ثانية قبل هضم الغذاء الأول، الأمر الذي يُحْدِثُ عُسْرَ هضمٍ، وتخمراتٍ، وبالتالي التهابات معدية حادة، تصير مُزْمِنَةً من جرَّاء توطُّن الجراثيم المرضية في الأمعاء التي ترسل سمومها إلى الدورة الدموية، فتؤثِّر في الجهاز العصبي والجهاز التنفسي، والجهاز البولي الكلوي، وغيره ذلك من أجهزة حيوية في الجسم، الأمر الذي يسبب اختلال وظائفها؛ ومن هنا كانت المعجزة الطبية في إمكان التوصل إلى السبب الأساسي لكل داء؛ وهو الإسراف في تناول الطعام، الذي يسبب تخمة تؤدي إلى أمراض عديدة، كما كشفتها البحوث الطبية الحديثة؛ [الإعجاز العلمي في القرآن، محمد كامل عبدالصمد، ص: 34].
(15) صلاح القلب صلاح للجسد:
روى الشيخان عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن في الجسد مضغةً: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألَا وهي القلب))؛ [البخاري، حديث: 52، مسلم، حديث: 1599].
قال الشيخ شحاته محمد صقر: "في هذا الحديث إعجاز طبيٌّ؛ إذ إن أيَّ مرض يصيب القلب، يؤثر دون ريب على سائر الجسد، فالقلب هو الذي يضخ الدم الفاسد (غير المؤكسد) إلى الرئتين؛ حيث يطرد ثاني أكسيد الكربون، ويتحد الأوكسجين بصبغة الدم (الهيموجلوبين)، الموجودة في كرات الدم الحمراء، ثم يعود الدم المنقَّى (المؤكسد) من الرئتين إلى البطين الأيسر، فيضخه عبر الأورطي (الأبهر) إلى كل أجزاء الجسم، فإذا ضعُفت هذه الدورة، نتيجة لأي مرض يصيب القلب، فإن الأنسجة لا تجد حاجتها من الأوكسجين، والأوكسجين يستخدم لإحراق السكريات والدهون؛ لإطلاق الطاقة، ولولاه لَتوقَّفت حركة الخلايا والأنسجة، وأدى ذلك إلى موتها وهلاكها، ففساد هذه المضخة الموضوعة في الجانب الأيسر من القفص الصدري، يؤدي إلى فساد الجسد كله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكلامَ قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، وقبل أن يعرف الناس شيئًا عن الدورة الدموية في الإنسان، وعن دور القلب الهامِّ في حياة الإنسان، إن صحة الجسد وسقمه ترتبط بصحة وسقم القلب الحسيِّ، وأما القلب المعنوي، فيرتبط به الأخلاق والشمائل، وهناك جانب آخر، وهو أن الجسد يتأثر أيضًا من حيث الصحة والسقم بالقلب المعنوي، وهذا أمر مشاهَدٌ، فإننا نرى الإنسان المهموم الحزين نحيلَ الجسم، مُتعبَ البدن، بخلاف المعافى؛ [الموسوعة الميسرة، شحاتة محمد صقر، ج: 9، ص: 218:217].
ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويجعله سبحانه في ميزان حسناتي يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].
كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا العمل طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


Loading...

   
 
 
   

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir