العودة   منتدى تناهيد قلب > ..::ღ♥ღ تناهيد قلب الإسلامي ღ♥ღ ::.. > علــــوم القرأن الكريــــم ✿
التسجيل التعليمـــات روابط مفيدة المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث
 
   


فوائد القصص القرآني: قصة يوسف (1)

علــــوم القرأن الكريــــم ✿


 
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
  #1  
قديم 04-25-2024, 09:18 AM
حكآيتي آنتْ♚ حكآيتي آنتْ♚ غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Mar 2024
المشاركات: 530
افتراضي فوائد القصص القرآني: قصة يوسف (1)





بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه، أما بعد:
حياكم الله أحبتنا أبناء وبنات الإسلام، هل تعرفون ما أغلى غايةٍ لنا جميعًا؟
هي رضا اللهِ والجنة، ومن أجلها نسعى بكل ما أوتينا من جهدٍ؛ لنكون ممن رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه، وأدخلَهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار؛ وذلك هو الفوزُ العظيم.

ولكن لا بد من السعي لهذا الفوز؛ وذلك بتطهير أنفسنا وتزكيتها، يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿قَدْ ‌أَفْلَحَ ‌مَنْ زَكَّاهَا [الشمس: 9]؛ أي: قد أفلح من طهَّر نفسه من الذنوب، ونقَّاها من العيوب، ورقاها بطاعةِ الله، وعلَّاها بالعلم النافع، والعمل الصالح.

وكيف نزكي أنفسنا يا ترى؟
من إحدى وسائل تزكيةِ النفسِ وتربيتِها: التربيةُ بالقصصِ القرآني؛ وذلك لعدة أسباب، منها:
أن لها في النفوسِ تأثيرًا عجيبًا؛ لما تحويه من الدروسِ والعِبَرِ والعظاتِ والفوائد؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ ‌فِي ‌قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [يوسف: 111]، وقَالَ تعالى: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ ‌لَعَلَّهُمْ ‌يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف: 176].

والقصصُ القرآني سببٌ في تثبيتِ القلبِ، والتسليةِ عن النفس.
يقول الله تعالى: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ ‌بِهِ ‌فُؤَادَكَ [هود: 120].
ولأننا الآن نعيشُ زمنًا كَثُرَت فيه الانحرافات، وانتكست فيه الفطرةُ، فما أحوجنا للاستئناسِ بقصصِ الأنبياء التي تثبتُ قلوبَنا على طريقِ الحقِ، وتؤنسُ أرواحنا، وتدفعُنا للعملِ بجدٍّ واجتهادٍ في نصرةِ دينِ الله!

ومِنْ أبرزِ القصصِ القرآني قصةُ نبي الله يوسفَ عليه السلام؛ فهيَ مليئةٌ بالدروسِ والعبر، يقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي ‌يُوسُفَ ‌وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ [يوسف: 7].

يقول تعالى: لقد كان في قصةِ يوسفَ وخبرِه مع إخوتِه آيات؛ أي: عبرةٌ ومواعظُ للسائلين عن ذلك، المُستَخبرِينَ عنه، فإنه خبرٌ عجيب يستحق أن يستخبر عنه.

فهلمَّ نستمع إلى ما قصَّه علينا ربنا تبارك وتعالى ليعلمُنا ويربينا، ويهذبُ نفوسَنا، ويؤنسُ أرواحنا بهذه القصةِ التي اخترنا لها عنوانًا جميلًا يحملُ مضمونَ ما جاء في طياتِ هذه القصةِ العظيمة؛ ألا وهو: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف: 18].

الفصل الأول

رؤيا وكيد:
تبدأُ قصتُنا برؤيا عجيبة رآها نبيُّ اللهِ يوسفُ عليه السلام، وكان فتًى صغيرًا؛ حيث رأى أن أحدَ عشرَ كوكبًا والشمسَ والقمرَ يسجدون له، ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ ‌كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف: 4].

فردَّ يعقوبُ على ابنِه يوسفَ عليهما السلام بشفقةٍ ورحمة، بعد أن سمِعَ منه الرؤيا قائلًا: ﴿يَا بُنَيَّ [يوسف: 5]: لا تخبرُ إخوتَك بما رأيتَهُ في منامِك، فإنك إن أخبرتَهم بذلك احتالوا لإهلاكِك، وللإضرارِ بك؛ حسدًا منهم لك، وهذا الحسدُ يزينُه الشيطانُ، ويغرسُه في نفوس الناس.
وهذا ما جاء في قوله تعالى: ﴿قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ [يوسف: 5].

يا تُرى ما الذي عَلِمه الأبُ من هذه الرؤيا جعله يأمرُ ابنَهُ ألَّا يقصَّ رؤياهُ على إخوتِه لئلا يكيدوا له؟
الجواب:
إنما قال ذلك لأنه علم أن تأويلَها: إن اللهَ تعالى سيعطي يوسفَ من فضله عطاءً عظيمًا، وسيرفعُ منزلتَه، ويهبُه منصبًا جليلًا، ومن شأنِ صاحبِ النعمة أن يكون محسودًا من كثير من الناس، فخاف يعقوب من حسد إخوة يوسف له، إذا ما قصَّ عليهم رؤياه، ومن عدوانهم عليه.

هدايات ومَوَاعِظُ وعِبْرَات:
يجوز لنا كتمان النعمة حتى توجد وتظهر:
فينبغي عدم التحدث بالنعم إذا خشينا على أنفسنا الحسد والكيد من عدوٍّ حاقدٍ أو صديقٍ حاسدٍ، كما أمر يعقوب عليه السلام ابنه يوسف أن يكتم رؤياه عن إخوته؛ لئلا يكيدوا له كيدًا.

وألا نحدث بالنعم إلا على سبيل شكر الله مع من نثق بهم، ويتمنون لنا الخير.

الاستعاذة بالله من العين والحسد؛ فهما سببان لكثير من البلاء.
لا تتحدث بالرؤيا إلا على الناصح المحب لك، ويكون لديه علم التأويل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رؤيا المؤمِنِ جزءٌ مِنْ أربعينَ جُزْءًا مِنَ النبوَّةِ، وَهِيَ علَى رِجْلِ طائِرٍ، ما لم يُحَدِّثْ بِها، فإذا تَحَدَّثَ بِها سقَطَتْ، ولا تُحَدِّثْ بها إلَّا لبيبًا، أوْ حبيبًا))؛ صحيح الجامع.

وجملة ((وَهِيَ على رِجْلِ طائِرٍ ما لم يُحَدِّثْ بِها))؛ أي: إن الرؤيا مُعلَّقةٌ لا قَرارَ لها؛ أي: لا تَقَعُ وتَتحقَّقُ، ((ما لم يحدثْ بها))؛ أي: ما لم يَتَكلَّمْ بها الرَّائي، ويُفصِحُ عنها لأحَدٍ، فإذا تَحدَّثَ الرَّائي بما رآهُ في الرُّؤْيا وَقَعَتْ وتَحقَّقَتْ؛ وذلِكَ على تَأويلِها، فالرُّؤْيا تَتَحقَّقُ على تَأويلِها وتَفْسيرِها، قالَ: ((ولا تُحَدِّثْ بها إلَّا لبيبًا، أوْ حبيبًا))؛ أي: مُحِبًّا لك من أحِبَّائِكَ؛ وذلِكَ لأنَّهما سَوفَ يَعبُرانِ الخَيرَ، ويَكتُمانِ الشَّرَّ؛ لِئلَّا يقَعَ.

يجوز ذكر الإنسان بما يكره على وجه النصيحة لغيره؛ لقوله: ﴿فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا.
إذا رأيت في منامك ما تكره فلا تحدث به أحدًا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يُحِبُّها فإنها من الله تعالى، فليحمد الله تعالى، وليُحَدِّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ومن شرها، ولا يذكرها لأحد؛ فإنها لا تضره)).

ينبغي أن نعلم بعداوة الشيطان لنا، والعلم بحيله ومكايده؛ كي نحذرها، ونتصدى له.

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني)؛ البخاري.

إذن ينبغي علينا أن نتعرف على الشر الذي يوصل الإنسان إلى الهلاك - عافانا الله- حتى لا يدركنا هذا الشر، وإذا وجدنا شيئًا منه لدينا نجاهد أنفسنا في التخلص منه.

وإلى لقاء قريب بإذن الله نتعرف فيه على أحداث جديدة من قصة يوسف عليه السلام.

المراجع:
مرجعي الأساسي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
التفاسير: السعدي - الطبري - ابن القيم- ابن كثير- القرآن تدبر وعمل -الوسيط - أيسر التفاسير للجزائري.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


Loading...

   
 
 
   

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir